فقد عشرة مدربين مناصبهم في الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم الذي لم يمض منه سوى عشر مراحل فقط حتى اصبحت الظاهرة "داء ينخر جسد المسابقة يجب مقاومته" حسب وصف خبراء.
وانتشرت حمى اقالة المدربين بشكل كبير في المسابقة التي يتنافس فيها 14 ناديا وكان أحدث الأندية إقالة للمدرب هو الترجي حامل اللقب ومتصدر الترتيب الذي استغنى عن فوزي البنزرتي.
ونجا من خريف الغضب الذي يشهد سقوط الأجهزة الفنية أربعة مدربين فقط هم الفرنسي بيير لوشنتر مدرب الصفاقسي ودراجان ديوكوفيتش مدرب حمام الانف والفرنسي باتريك لويج مدرب الملعب التونسي وشهاب الليلي مدرب ترجي جرجيس.
ولم تكن النتائج الجيدة صك ضمان لبعض المدربين للهروب من مقصلة الاقالة على غرار البنزرتي مدرب الترجي أو المغربي محمد فاخر الذي تخلى عنه النجم الساحلي رغم أن الفريق كان يحتل وقتها صدارة الترتيب.
واعتبر خبراء كرة القدم في تونس أن عدد الاقالات في صفوف المدربين بعد عشر جولات من منافسات النصف الأول للمسابقة "مفزع ويدعو للقلق."
ووصف الناقد الرياضي علي الخميلي اقالة المدربين في دوري تونس بأنها "ظاهرة مرضية تعكس تراجع الواقع الكروي."
وانحى الخميلي في اتصال هاتفي مع رويترز باللائمة على المسؤولين عن الاندية قائلا "يهلل مسؤولو الاندية عند التعاقد مع مدرب ويعتبرونه الخطاف الذي يصنع الربيع لكن مع تراجع طفيف للنتائج يجعلونه الشماعة التي يعلقون عليها الفشل ويحملونه المسؤولية كاملة في حين أن الجهاز الفني لا يمثل سوى ضلع من اضلاع اللعبة."
وأوضح الخميلي ان العلاقات الشخصية بين المسؤولين والمدربين اصبحت تلعب دورا رئيسيا في كثرة الاقالات وهو ما يؤثر سلبيا على مسار الفريق ويلخبط أهدافه."
ودعا الخميلي للاسراع بالبحث عن حلول لمقاومة تيار الاقالات الذي يهدد استقرار الاندية.
وقال "لا بد من الاسراع في معالجة الداء الذي أصبح ينخر الكرة التونسية بشكل عميق لما له من تأثير سلبي على استقرار الاندية لانه في الوقت الذي ينتظر منه التعمير يقود للتدمير."
ويرى محمود الورتاني المدير الفني للاتحاد التونسي لكرة القدم أن الاقالات والاستقالات اصبحت مشكلة كبيرة تقف عائقا أمام الجهود المبذولة لتطوير اللعبة الشعبية الاولى في البلاد.
وقال لرويترز "لن نفرح لكثرة الاقالات لانها لا تخدم تطور كرة القدم ولها تاثير سلبي على مستوى الدوري."
وأضاف "حب النتائج من ابرز الأسباب لهذه الظاهرة لكن تغيير المدرب ليس الحل لأن الاستمرارية هي ضمان الاستقرار الفني وتحقيق النتائج الجيدة."
وتابع "يجب ان يمنح المدرب الوقت الكافي لوضع بصمته على أداء الفريق... وبعد ذلك يمكن تقييمه. نكافح للحد من ظاهرة الاقالات بوضع عقود صارمة تربط بين الطرفين لكن لا يمكن منع فريق من اقالة مدربه أو منع مدرب من الاستقالة من منصبه."