الصالحي: الإنجاز الآسيوي معجزة وردٌّ على إهمال اللجنة الأولمبية

بدأ مسيرته مع ألعاب القوى في عام 2000م عبر نادي جرش بخميس مشيط الذي استمر معه ست سنوات قبل العرض الذي تلقاه من نادي الشباب عام 2007م لينتقل للعاصمة السعودية (الرياض) عبر نادي الشباب الذي أسس وقتها لعبة ألعاب القوى للمنافسة المحلية، فحقق ضيفنا العديد من الإنجازات والميداليات المختلفة، التي أضافها لرصيده البطولي محليا وخارجيا، ليصل لقمة توهجه في بطولة الألعاب الآسيوية بغوانزو الصينية حين حقق الميدالية ذهبية سباق 4*400م لتكون هي الميدالية الثامنة للسعودية في ألعاب القوى، ليضيفها لإنجازاته السابقة في بوسان عام وكندا وكذلك الرقم القياسي العالمي الذي سجله في أولمبياد أثينا عام 2004م، ليصنف ثانيا على مستوى العالم في سباق 800 م.


الأمير نواف يعمل وحيداً وبقية الأعضاء كومبارس!!



الصالحي فتح قلبه ل "دنيا الرياضة" للحديث عن الإنجاز وأمور عدة تخص اللعبة ومشواره وكشف معاناة اتحاده مع اللجنة الأولمبية وعدم انسحاب السعودية الوشيك من المحفل الآسيوي بعد أن كانت النية مبيَّته لذلك.

* حدثنا عن مشوار الإنجازات الآسيوية الأخيرة؛ خصوصا وأن الاستعدادات لم تكن بالوجه المطلوب؟.

- الاستعدادات كانت قصيرة جدا من خلال معسكر لم يصل للشهرين في الطائف ومن ثم غادرنا للمشاركة في البطولة الآسيوية والتي وفقنا فيها وحققنا ثماني ميداليات ذهبية وكان سباق 4*400 متر الأبرز لي لمساهمتي في تحقيق ميداليته مع زملائي.


قلة الدعم كاد يغيِّبنا عن غوانزو وما تقدمه الأندية أكبر من الاتحادات



* وهل كان الإعداد متواصلا مع الإعداد الصيفي؟.

-في الصيف الماضي أقمنا معسكرا خارجيا لمدة شهرين في إيطاليا وعدنا منتصف شهر رمضان للبلاد، قبل الخلود للراحة أسابيع عدة، ثم توجهنا لمعسكر الطائف الإعدادي الأخير للمشاركة الآسيوية، وفترة الانقطاع عن التدريبات قد تضرّ لاعب ألعاب القوى.

* لماذا كان الإعداد متواضعا؟.

- نحن نعاني معاناة كبيرة في الاتحاد السعودي لألعاب القوى من عدم توفر الميزانيات المالية لإقامة معسكرات خارجية من اللجنة الأولمبية؛ وكل ما تشاهدونه من إنجازات في اللعبة هو اجتهادات شخصية من راعي اللعبة في السعودية وداعمها الأول الأمير نواف بن محمد؛ هو من يحفزنا ويسعى لتحقيق الذهب للوطن في المحافل الخارجية وبكل أسف اللجنة الأولمبية لا توفر لنا الإمكانيات اللازمة لمشاركة مشرفة؛ كل الأمر أن إصرارا من اللاعبين والحب الكبير في الحفاظ على اسم الوطن وعلى أسمائهم في اللعبة هو ما قادهم للميداليات الذهبية الثمان.

* ثمان ميداليات تحققت دون دعم؛ ما الذي سيحدث لو وجدتم الدعم المطلوب؟.

- هل تعلم أن المنتخب السعودي لألعاب القوى كان سينسحب أو كاد أن يرفع خطاب اعتذار عن المشاركة في بطولة آسيا بغوانزو الصينية الماضية؛ لعدم توفر إمكانيات للمشاركة من اللجنة الأولمبية؟!، من الصعب أن تعد لاعبا في أقل من شهرين وتطلب منه ميدالية ذهبية أو أي إنجاز في محفل عالمي كالبطولة الآسيوية، أين الميزانيات وأين الدعم لنقيم معسكرات خارجية طويلة، اللاعب لابد أن يستعد من ستة إلى ثمانية أشهر، بصراحة ما حققناه معجزة حقيقية ممثلة في ثمان ميداليات دون إعداد ودون جاهزية وهذا دليل على قوة العناصر وقوة اللعبة في السعودية.







الصالحي





* وماذا كان دور اتحاد اللعبة؟.

- الاتحاد السعودي لألعاب القوى اتحاد يفترض أن يضم إدارات وأقسام وموظفين ولكن بكل آسف الحقيقة أن اتحاد اللعبة هو شخص واحد ممثل بالأمير الرائع نواف بن محمد؛ هو كل شيء في هذا الاتحاد؛ هو الشخصية الرياضية الوحيدة المثقفة رياضية وفكريا وتحفزنا وتدعمنا؛ يحل إشكالياتنا ويوفر الإمكانيات ويدعمنا ويساندنا ويحفزنا؛ أما باقي العاملين بعد الاحترام والتقدير مكانك سر.

* وماذا عن اللجنة الأولمبية؟.

- اللجنة الأولمبية لم تقدم أي شيء؛ اتحاد اللعبة اجتهد وحقق ثماني ميداليات هو إنجاز حقيقي دون دعم ودون إمكانيات موفرة من اللجنة، التي دائما ما تعتذر بعد وجود ميزانيات مقدمة وهذا ما يحبطنا كثيرا نحن اللاعبين.

* إذا كان هذا وضع المنتخب؛ كيف سيكون الحال في الأندية؟.

- الشكر للأندية التي أعدت اللاعبين أكثر من الاتحادات؛ النادي يتابع اللاعب ويعده طوال على مدار السنة؛ وجهود الاتحاد فقط قبل البطولات، نادي الشباب الذي أنتمي له حديثا في لعبة ألعاب القوى أحرز بطولات كثيرة خلال سنتين فقط والشكر لرئيس النادي خالد البلطان ونائبه السابق تركي الخليوي وأعضاء الإدارة والمدربين؛ الكل عمل واجتهد من أجلنا في ظل تواجد وتوفر الفكر الناضج لديهم وثقافة رياضية في هذه اللعبة.

* لماذا استبعدت من المنتخب لمدة عامين؟.

- في الاتحاد السعودي لألعاب القوى لا يوجد إلا شخص واحد هو رئيس الاتحاد والبقية يكتفون باختلاق الإشكاليات؛ ذكروا أنني لا أستحق المنتخب لابتعادي عن تحقيق الميداليات.

* وكيف تجاوزت المشكلة وعدت بطلا؟.

- عودتي كانت عن طريق نادي الشباب؛ تم استدعائي من نائب الرئيس تركي الخليوي (آنذاك) وسألني عن الأسباب التي كانت كانت مبررة من قبلي؛ دعاني لبذل الجهود وذكَّرني أن التوفيق بيد الله، والآن ها أنا أردّ على المشككين واجتمعت مع الأمير نواف وكان إنسانا متفهما وواعيا وذكر لي باني سأشارك في البطولة الآسيوية وبطولة العالم والأولمبياد المقبلة في لندن، ودعاني لأن أركز فيها وحققت الآن ميدالية ذهبية وأسعى للبروز في البطولات المقبلة.

* نعود للآسيوية، كيف كانت المنافسة من قبل المتسابقين؟.

- منافسات غوانزو هي الأولمبياد المصغر وهي أقوى البطولات والمنافسون فيها أقوياء خصوصا في سباق 4*400 م؛ كانت المنافسة فيها شرسة لأن المنتخب الياباني يعد الأقوى على مستوى العالم فيها، وأيضا المنتخب الهندي وسيرلانكا من أقوى الفرق في العالم.

* كيف سيكون برنامجك المقبل؟

-لدي برنامج معد من إدارة نادي الشباب يبدأ بعد الإجازة الحالية مدته شهر ثم نعود لمرحلة إعداد في الرياض للمشاركة المحلية، وأما المنتخب فالاستعدادات تبدأ بعد شهرين تقريبا استعدادا للقاءات الدولية المقبلة؛ لاسيما وأن هناك بطولة العالم في كوريا وتنتظرنا فيها مشاركة ونسعى لتحقيق أرقام وإنجازات جديدة فيها.

* ما الذي ينقصكم لتواصلوا تحقيق الإنجازات؟.

- نحتاج الدعم الإعلامي، وتوفير الإمكانيات؛ الإعلام بعيد عن اللعبة ولا يقارن بأي لعبة أخرى، هم مهتمون بلعبة كرة القدم، التي لا تحقق إنجازات للوطن وآخرها الخليج باليمن؛ وألعاب القوى وصلت الأولمبياد ولديها ميداليات منوعة؛ لم نجد أي اهتمام، الناس حتى الآن لا تعرف إلا سعد شداد؛ هو نجم وزميل ولاعب مميز جدا ورغم تركه اللعبة منذ عام 99 تقريبا إلا أن الناس لا يزالون يرددون اسمه ونحن الآن في اللعبة لدينا أسماء بارزة كثيرة حققت العديد من الإنجازات والبطولات والأرقام القياسية العالمية وبكل آسف لا يوجد أي اهتمام من المجتمع والسبب يعود للإعلام ونشر أخبارنا؛ أما الأمر الثاني فأتمنى أن يتم توفر الإمكانيات من ميزانيات ودعم معنوي يحتاجه الأبطال للدفاع عن اسم السعودية في كل المحافل المقبلة.

مشكور