في الهلال.. العقاب مرفوض والخانة مضمونة
مباراة تلو أُخرى يثبت غالبية لاعبي الهلال أن همهم استلام الرواتب ومقدمات العقود دون تقديم ما يشفع لهم بذلك بعيداً عن مستوى الهلال ومكانته وجماهيريته وتاريخه، فمباراة الغرافة في الدوحة وضعت العلة الهلالية أمام إدارته قبل جماهيره، حيث البرود والاستهتار واللامبالاة واللعب بدون روح، ومنذ تلك المباراة قبل ثلاثة أشهر والهلال فاقد الهوية واللاعبين مجرد أشباح تنقل قمصان الهلال من ملعب إلى آخر، فالهلال بمباراة الغرافة إيابا لعب عشر مباريات، لم يحقق سوى ثلاثة انتصارات ومثلها خسائر وأربع تعادلات، وهذه المباريات العشر أضاعت فرصة اللعب على كأس القارة والمباريات الأُخرى أضاعت فرصة الانفراد بالصدارة في الدوري المحلي الذي يحمل الهلال لقبه.
كل مباريات العك الهلالي العشر شهدت الكثير من الأخطاء البدائية والقاتلة من اللاعبين دون أن يكون هناك أي عقاب قاس ومعلن، فالمحترف السويدي ويلهامسون أضاع ركلة جزاء في إيران واكمل القائد أسامة هوساوي الناقص بتجهيزه لهدف الإقصاء في الرياض، ولم يطبق بحقه أي عقوبة تذكر رغم غلطته الفادحة التي أضاعت لقب انتظرته الجماهير الهلالية بشغف وأنفقت عليه الإدارة الهلالية ببذخ.
في مباراة الرائد حقق الهلال الفوز بعد ضياع ركلتي جزاء للمستضيف تسبب فيهما لاعب واحد هو ماجد المرشدي، وتعادل الهلال مع الأهلي المهدد بالهبوط رغم التقدم بفارق هدفين وذلك بغلطات فادحة من الحراسة والدفاع، وجاءت مباراة نجران لتكون ضربة قاضية في وجه كل متفائل بأن لاعبي الهلال نجوم ويقدرون الشعار الذي يرتدونه فمن أخطاء الدفاع وارتباك الغنام إلى تهور العتيبي وتمريرات الشلهوب ونيفيز المقطوعة وبرود الفريدي الذي كتب عنه أكثر من عدد مبارياته مع الهلال بالإضافة للفرص المحققة للتسجيل التي يتناوب على إضاعتها القحطاني والعابد وغيرهما.
الوضع الهلالي لا زال كما هو ويبدو أنه سيستمر وقد يكون للأسوأ في ظل الصمت الإداري على الأخطاء الكوارثية المتوالية من قبل لاعبي الخبرة والنجوم والمحترفين الأجانب، بل إن مما يعزز استمرارية التهاون واللامبالاة هو الإعلان غير المبرر من قبل رئيس الهلال بأن التغيير سيشمل لاعبا أجنبيا وحيدا من أصل أربعة وعدم النية في إبرام صفقات محلية، وهذا يعطي اللاعبين ارتياحا تاما بضمان الخانة والمكانة في نادي كبير كالهلال. المفترض أن يقول كل رئيس أن فرصة الاستغناء عن أي لاعب مثل بقائه فمتى ما أهمل وتراجع مستواه فقد يكون الوضع على لائحة الانتقال أو التنسيق مصيره، فالبقاء للأفضل وهذا ما يغيب عن الهلال وإدارته التي غابت هي الأُخرى فاكتفى اللاعبون بالعبث في مستوى الهلال ومكانته، وقد يفقد لقبه المفضل ويجد صعوبة في تجاوز دوري المجموعات من البطولة الآسيوية وعندها لن يكون في يد الإدارة سوى التلويح بورقة الاستقالة التي ستشغل الجماهير عن عيوبها وإهمالها في إدارة شؤون فريقها الكروي.ص