أ حــبـابـنـا مــا أجمــل الــدنـيـا بـكـم
لا تـــقــبــح الــدّنـــيــا وفـيـهـا أنـتـم
إن التمدد في الأجسام على حساب العقول مأساة، والافتخار بالآباء مع العجز منقصة، لن يعترف بنا أحد حتى نعمل وننتج، فالمجد مغالبة
والسوق مناهبة
إ أن النجاح قطرات من الآهات والزفرات والعرق والجهد، والفشل زخّات من الإحباط والنوم والتسويف، كن ناجحاً ثم لاتبالي بمن نقد أو جرح أو
تهكم، إذا رأيت الناس يرمونك بأقواس النقد فاعلم أنك وصلت إلى بلاط المجد، وأن مدفعيت الشرف تطلق لك واحد وعشرين طلقة احتفاء
بقدومك.
لقد هجر الكثير الكتاب وأصبح يعيش الأمية فلا يحفظ آيةً ولا حديثاً ولا بيتاً ولم يقرأ كتاباً ولم يطالع قصة ولا رواية، ولكنه علّق في مجلسه
شجرة الأنساب؛ ليثبت لنا أنه من أسرة آل مفلس من قبيلة الجهلة، والوحي ينادي «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، والتاريخ يخبرك أن بلال
مولى حبشي، وهو مؤذن الإسلام الأول، وأن جوهر الصقلي فاتح مصر وباني الأزهر أمازيغي أمه تبيع الجرجير في مدينة سبته، لكن النفس
الوثابة العظيمة لاتعتمد على عظام.