"اوامر الفريق" لم تعد سرا الان في عالم سباقات فورمولا 1 بدا من الملائم فقط ان يترأس جان تود المساعي لاضفاء الشرعية على "اوامر الفريق" المثيرة للجدل في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات بعد ان تسبب في حظرها في باديء الامر.
وكان الفرنسي تود الذي يرأس حاليا الاتحاد الدولي للسيارات مديرا لفريق فيراري عندما اثار هذا الفريق موجة من الادانات والغضب على مستوى العالم بتلاعبه في نتيجة سباق جائزة النمسا الكبرى عام 2002 لصالح مايكل شوماخر.
وفي السنوات التي تلت ذلك تم حظر اوامر الفريق الا انها لم تغب عن المشهد على الاطلاق.
فقد تسببت موجة الغضب التي حدثت خلال سباق جائزة المانيا الكبرى هذا العام والتي تركزت على فريق فيراري هذه المرة ايضا بعد ان فضل سائقه فرناندو الونسو بطل العالم مرتين على زميله في الفريق فيليبي ماسا في التأكيد على هذه الحقيقة.
ومثلت موافقة الاتحاد الدولي للسيارات على تغيير القاعدة امس الجمعة اعترافا فعالا بان اوامر الفريق تمثل جزءا من الرياضة مع التسليم ايضا بان الجمهور الذي قام بدفع الاموال لمشاهدة السباقات يمتلك الحق في الا يتعرض للاهانة.
وقال بيان صادر عن الاتحاد الدولي "تم الغاء المادة 39.1 التي تحظر اوامر الفريق."
واضاف البيان "ننبه الفرق الى ان أي تصرفات تسيء الى الرياضة سيتم التعامل معها وفقا للمادة 151 من القانون ومواد اخرى ذات صلة."
ويعني هذا ان التوقيت يمثل اهم ما في الموضوع وان الفرق لا تزال تواجه مخاطر التعرض لعقوبات قاسية في مواجهة أي محاولة فجة في مستهل الموسم مثل الذي حدث في النمسا عام 2002 وهوكنهايم عام 2009.
وتم تغريم فريق فيراري مبلغ 100 الف دولار هذا العام بسبب ابلاغه لماسا بالتنحي جانبا والسماح لالونسو بالفوز.
وكان السائقان في دائرة المنافسة انذاك الا ان ما ازعج المتابعين بشكل اكبر هو حقيقة ان ماسا حرم من فوز معنوي في الذكرى الاولى للحادث الذي تعرض له في المجر والذي كاد ان يودي بحياته.
وفي عام 2002 لم يتمكن الاتحاد الدولي من القيام بأي شيء ازاء سماح البرازيلي روبنز باريكيلو الذي كان مسيطرا على سباق النمسا باكمله لزميله شوماخر بالمرور عند المنحنى الاخير على الحلبة باعتبار انه لا يوجد اي شيء غير قانوني قد حدث.
وبدلا من ذلك تم انتقاد فيراري بسبب انتهاكه لقواعد البروتوكول الخاصة بالتتويج وتم تغريمه مليون دولار مع ايقاف دفع نصف المبلغ لمدة عام.
ويرجع سبب الغضب اساسا الى ان باريكيلو لعب دور السائق الثاني المخلص في الكثير من المناسبات فيما فاز شوماخر باربعة من اصل السباقات الخمسة التي اقيمت قبل سباق النمسا. وانهى السائق الالماني الموسم برصيد 67 نقطة وبشكل فاق كافة السائقين الاخرين.
وحظر ماكس موسلي رئيس الاتحاد الدولي انذاك اوامر الفريق عقب سباق النمسا الا ان الجميع في عالم سباقات فورمولا 1 كان يدرك ان هناك العديد من الطرق للالتفاف على هذا الحظر.
ويدرك السائقون جيدا العمل الذي تتوقعه الفرق منهم دون اي تعليمات واضحة. وفي حال وجود اي صعوبات فان الفريق يمكنه وبمنتهى السهولة ان يتدخل وقد يقوم باصدار امر للسائق بالدخول الى حارة الصيانة او بتغيير استراتيجية الفريق.
ويمكن التذكير بواقعة واحدة تعود الى عام 2008 عندما قام البرازيلي نيلسون بيكيت بحادث تصادم متعمد بناء على تعليمات من فريقه خلال سباق جائزة سنغافورة الكبرى من اجل دفع سيارة الامان للنزول بما يسمح لالونسو بالفوز باعتبارها نموذجا عمليا صارخا على اوامر الفريق.
وتم الكشف عن هذه الواقعة بعدها بعام من خلال بيكيت الذي استبعده فريق رينو من صفوفه.
وسيدفع بعض المتابعين بان الغاء الحظر على اوامر الفريق سيعيد كتابة تاريخ البطولة الممتد لستين عاما وما يحمله من ايام رائعة كانت تشهد تفضيل السائق الراحل العظيم خوان مانويل فانجيو وامثاله على زملائهم في الفرق.
وسيدفع البعض الاخر بان الفرق تدفع الفواتير ورواتب السائقين وان مسألة ادارتها لامورها يرجع اليها فقط.
الا ان الكثيرين سيتمسكون برأيهم ايضا بان وصف الرياضة بانها رياضة سباقات السيارات جاء لسبب وان المشجعين الجدد يرغبون في رؤية منافسة حرة وعادلة وليس اهداء الفوز للسائق الذي يمتلك عقدا افضل بمنتهى السهولة.
كما يدفع البعض بانه لو كان فريق رد بول قد اصدر اوامره لسيباستيان فيتل بترك مارك ويبر يفوز بسباقي البرازيل واليابان هذا العام والذي فاز فيهما السائق الالماني متفوقا على زميله الاسترالي ويبر الذي حل في المركز الثاني في السباقين لما كان بوسع بطولة العالم ان تحتفل بفوز اصغر سائق باللقب العالمي هذا الموسم.
كما لا يوجد ايضا في القواعد ما يقول ان الفرق يجب ان تتبنى مسألة اوامر الفريق وقد اوضح فريق رد بول ان طبيعته لا تسمح له بالقيام بذلك.
الا ان ما سيفعله التغيير الذي تم اقراره امس الجمعة هو تخليص الرياضة من تمثيلية الفرق التي تدعي بانه لم يكن هناك اي وجود لاوامر الفريق في مرحلة من الموسم يملي فيها المنطق وجود مثل الاوامر وهي عندما يكون احد سائقيها منافسا على اللقب والاخر خارج اطار المنافسة.
--------------------------------------------------------------------------------
الاوسمه
المزاج
