حين بدأ نواز خان يشاهد مباريات لبلاكبيرن روفرز كان واحدا من بين الاسيويين القلائل في الاستاد أو في البلدة الصغيرة الواقعة في منطقة لانكشير.
لكن بعد 44 عاما أصبح للنادي الذي ينافس في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم ملاك هنود ومهمة تتمثل في الوصول للسوق الاسيوية الهائلة بينما أصبحت المدينة الواقعة في شمال غرب انجلترا نفسها موطنا لجالية اسيوية كبيرة تشكل تقريبا ربع عدد سكانها.
ولفترة طويلة حاول بلاكبيرن كسب مشجعين في منطقة يهيمن عليها الغريمان الكبيران مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي من خلفيات متنوعة وأنشأ غرفة للعبادة للأديان المختلفة في ملعبه إيوود بارك في 2008.
ومن خلال محالها التي تبيع أقمشة بألوان زاهية وخضروات اسيوية فإن منطقة ويلي رينج في بلاكبيرن تقدم للملاك الجدد وهي شركة فينكيز الهندية للدواجن شعورا بالألفة.
ورحب المشجعون بوصول الملاك الجدد في الأسبوع الماضي لتنتهي ثلاث سنوات من الغموض حين كان النادي مطروحا للبيع لكنهم يترقبون بحذر بينما ينتظرون لسماع تفاصيل أكبر عن خطط الاستثمارات المستقبلية.
وحث خان وهو سائق حافلة يشجع بلاكبيرن روفرز منذ حضوره إلى المدينة من باكستان وهو طفل في منتصف الستينات ملاك النادي بقوله "أرونا أموالكم وسنحصي دجاجاتنا."
واشترت فينكيز النادي الانجليزي مقابل 54 مليون جنيه استرليني (85.40 مليون دولار) لتصبح أول مالك هندي لاحد اندية الدوري الانجليزي الممتاز لكن رغم التصريح بأن بلاكبيرن يحتاج إلى مهاجم فإن الشركة لم تبلغ المدرب سام الاردايس بحجم المال الذي سيتسنى له إنفاقه.
وفي الأسبوع الماضي قال الاردايس "أتطلع لضم لاعب يمكنه تحسين تشكيلة الفريق بصورة كبيرة. لكني لا أبحث حاليا عن لاعب لتطوير مستواه معنا.. فلدينا عدد كاف من هؤلاء اللاعبين بالفعل."
ودار معظم حديث الملاك عن تطوير اسم بلاكبيرن روفرز لكن بعض المشجعين تساءلوا إن كانوا يهتمون فعلا بمصالح النادي بعد قولهم إنهم يرغبون في تغيير اسم استاد إيوود بارك ليحمل اسم فينكيز أو اسم أي شركة راعية أخرى.
وقال نذير موسى الذي يكتب عمودا في صحيفة اشيان ايمدج في تصريح لرويترز " بلاكبيرن روفرز ناد له تقاليد كبيرة وأي عبث لأسباب تجارية سريعة سيكون غير مقبول. ليس هذا أمرا محسوما وتغيير اسم الملعب لن يقابل بطريقة جيدة من قبل المشجعين.. مشجعو بلاكبيرن ينتمون للطبقة العاملة التقليدية.. مشجعون متحمسون بطريقتهم الخاصة حين يتعلق الأمر بناديهم."
وأضاف "لو تسرعت فينكيز فقد تجد خططها للثراء السريع تنهار سريعا."
ويحسب لبلاكبيرن نجاحه في الفوز بلقب الدوري الممتاز وهو شيء مستحيل بالنسبة لناد ينتمي لمدينة صغيرة.
وتحقق لقبهم الوحيد في 1995 بعد أن استثمر جاك ووكر عملاق صناعة الصلب عشرات الملايين بعشق كبير لمسقط رأسه وللنادي. ويشعر كثير من المشجعين أن أي ملاك جدد لن يتمكنوا من الوصول الى ما حققه ووكر.
وترك ووكر ميراثا يتمثل في استاد متطور ومنشآت تدريب عالية المستوى إضافة الى مجلس امناء للنادي حين توفي منذ عشر سنوات.
لكن منذ ذلك الحين ارتفعت أسعار اللاعبين بصورة هائلة ولم يعد بلاكبيرن قادرا على منافسة الأندية الغنية في الدوري والتي تعود ملكية أغلبها لأجانب.
وطرح مجلس الامناء النادي للبيع قبل ثلاث سنوات.
ويشعر المشجعون بالإثارة لبدء حقبة جديدة ويأملون أن تساعد صفقة الاستحواذ النادي على التوقف عن بيع أفضل لاعبيه.
وقال مشجع يدعى سايمون فيش بعد خروجه من متجر النادي في وسط بلاكبيرن "ندرك أننا لن نحصل على مبالغ طائلة مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي."